ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم: الأسباب، الأعراض، وطرق العلاج الفعالة

ارتفاع ضغط الدم: الأسباب، الأعراض، وطرق العلاج الفعالة

ارتفاع و هبوط ضغط الدم هو مشكلة صحية قد نتعرض لها يومياً، في حالة لم يتم اتباع نمط حياة صحي. وقد يترتب عليه مشاكل صحية بالغة الخطورة، وفيما يلي سنوضح أهم المعلومات التي من الواجب معرفتها كنوع من التثقيف والعلم بالشيء، ولأن صحتنا يجب أن تكون غايتنا الأولى.

في مقال سابق تحت عنوان جدول قياس ضغط الدم، وضحنا القياسات أو القراءات المحتملة لضغط الدم وفقاً لجمعية القلب الأمريكية، مع تشخيص كل قراءة، ولكننا لم نتطرق بشكل مباشر في أسباب ارتفاع ضغط الدم أو أعراضه وطرق علاجه.

نسعى في طبيب ويب إلى جمع المعلومات من مصادرها الموثوقة بعيون طبية ثم نقوم بترتيبها وتنسيقها بما يتناسب مع عقلية القارئ العربي المتوسط بعيداً عن التعقيد أو المصطلحات الطبية المعقدة.

ما هو ضغط الدم؟

يعرف ضغط الدم بأنه قوة دفع الدم عبر جدران الأوعية الدموية لإتمام الدورة الدموية كاملة، فعندما ينقبض القلب يتم دفع أو ضخ الدم الذي بداخله إلى الشريان الأبهر (أكبر شريان في الجسم) لينتقل إلى باقي الشرايين حتى يصل إلى الشعيرات الدموية في جميع أنحاء الجسم محملاً بالأكسجين والهرمونات والأنزيمات والسكر (الجلوكوز) وجميع ما يحتاجه الجسم من الغذاء والطاقة.

فالدورة الدموية تبدأ عندما تنقبض عضلة القلب ليتم ضخ الدم المحمل بالأكسجين إلى الشريان الأبهر، الذي يتميز بمرونته فيعطى قوة إضافية إلى ضغط الدم وينقله إلى باقي الشرايين، ثم تنبسط عضلة القلب مرة أخرى مما يسمح بتجمع الدم المحمل بالأكسجين والغذاء إلى القلب، وهكذا ينقبض القلب ليضخ الدم ثم ينبسط ليمتلئ بالدم.

وهناك نوعين من ضغط الدم على حسب وضع القلب الحالي:

ضغط الدم الانقباضي

وهو مقدار ضغط الدم أثناء انقباض عضلة القلب، ويتراوح ضغط الدم الانقباضي الطبيعي ما بين 90 و 120 ملم زئبق، وإذا قل أو زاد عن هذا المعدل فقد يؤدي هذا إلى ظهور أعراض ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم.

وضغط الدم الانقباضي يكون الرقم الكبير أو البسط في قراءة قياس ضغط الدم، فلو قلنا مثلاً أن ضغط الدم الحالي هو 120/80 ملم زئبق، فإن الانقباضي هو 120 والانبساطي هو 80.

ضغط الدم الانبساطي

وهو مقدار ضغط الدم عند انبساط عضلة القلب، ويتراوح ضغط الدم الانبساطي الطبيعي ما بين 60 إلى 80 ملم زئبق، ويتم تشخيص حالات ارتفاع أو هبوط ضغط الدم إذا زاد أو قل عن هذين الرقمين.

لمعرفة الخمسة قياسات الموثقة من قبل منظمة القلب الأمريكية يرجى الإطلاع على (جدول قياس ضغط الدم).

مضاعفات ارتفاع ضغط الدم

يعد ارتفاع ضغط الدم أحد أكثر عوامل الخطر للإصابة بمشاكل القلب والأوعية الدموية، وعلى حسب الإحصائيات يعتبر أكثر من نصف سكان العالم مصابين باضطرابات في ضغط الدم دون معرفتهم بذلك، وإذا لم يتم اتخاذ إجراء ما لضبط ضغط الدم عند المستويات الموصى بها فمن المحتمل أن تظهر المضاعفات التالية:

  1. السكتات الدماغية.
  2. النوبات القلبية.
  3. توقف القلب.
  4. تمدد الأوعية الدموية أو الجلطات.
  5. تشويش في الذاكرة وبلادة في التفكير.
  6. مشاكل في العينين بسبب تأثر الأوعية الدموية.
  7. مشاكل في الكلى.
  8. تمزق في الأوعية الدموية للدماغ أو انسدادها.

في الحقيقة يؤثر ضغط الدم على جميع أجهزة وأعضاء الجسم الحيوية، ويعد الحفاظ على ضغط الدم أمرًا ضروريًا للحفاظ على الصحة والحد من مخاطر هذه الحالات الخطيرة.

أنواع ضغط الدم

يتم تقسيم ضغط الدم إلى نوعين رئيسيين على حسب سبب الإصابة به، وهما:

  • ضغط الدم الأولي Primary Hypertension: وهو الذي يحدث كنتيجة مباشرة لنمط الحياة، مثل النظام الغذائي الرديء والخمول  والتغيرات الفيزيائية وليس أحد أعراض مشكلة صحية أخري.
  • ضغط الدم الثانوي Secondary Hypertension: وهو الذي يحدث كنتيجة لمرض آخر، فهو يكون أحد أعراض مشاكل صحية بالجسم مثل مشاكل القلب والكلي ومرض السكري.

أسباب ارتفاع ضغط الدم

ترجع الإصابة بارتفاع ضغط الدم إلى العديد من الأسباب منها الغير معروف ومنها ما هو معروف وتتم دراسة آثاره، ولكن غالبًا ما يكون سبب ارتفاع ضغط الدم غير معروف.

أسباب ارتقاع ضغط الدم الأولى أو الأساسي:

  1. تغير في حجم البلازما في الدم.
  2. نظام غذائي غير متزن.
  3. كثرة الخمول وعدم اتباع نشاط رياضي معتدل.
  4. استخدام بعض أنواع الأدوية.
  5. عوامل بيئية محيطة.
  6. تغيرات مزاجية وعصبية.

أسباب ارتفاع ضغط الدم الثانوي:

  1. مرض الكلى المزمن، وعد اتزان في الماء والأملاح.
  2. مرض السكري.
  3. اضطراب أو تضخم في الغدة الكظرية.
  4. فرط نشاط الغدة الدرقية.
  5. السمنة المفرطة.
  6. تصلب أو زيادة سماكة الجلد.
  7. مشاكل وعيوب خلقية في القلب.

أعراض ارتفاع ضغط الدم

في معظم الحالات لا يظهر لارتفاع ضغط الدم أي أعراض، لذلك يميل الأطباء إلى تسميته “القاتل الصامت” حيث لا يستطيع الشخص معرفة أنه مصاباً بارتفاع في ضغط الدم إلا عند حدوث مشكلة صحية كبيرة تلفت انتباهه، وفي بعض الحالات تظهر أعراض معينة مثل:

  1. التعرق.
  2. زيادة القلق.
  3. مشاكل في النوم.
  4. نزيف من الأنف في بعض الحالات.
  5. الصداع المستمر.
  6. الدوخة أو الدوار.

إدارة وعلاج ارتفاع ضغط الدم

يعد اتباع نمط حياة صحي، هو الوسيلة الأولي للتخلص أو الوقاية من معظم المشاكل الصحية وبالأخص ارتفاع ضغط الدم والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، وإليك أهم النصائح للتحكم في مستويات ضغط الدم:

    1. ممارسة نشاط رياضي معتدل.
      توصي جمعية القلب الأمريكية بممارسة نشاط رياضي بما لا يقل عن 150 دقيقة كل أسبوع في 5 أيام على الأقل للحفاظ على ضغط الدم ضمن المعدل الموصي به.
    2. الحد من التوتر والقلق.
      المشاكل الصحية وضغوطات العمل أو الحياة بشكل عام تعد من أكبر أسباب الإصابة بارتفاع في ضغط الدم، لذلك يجب أن تخصص لنفسك ساعة يوميا على الأقل تصفي فيها ذهنك وتعيد الأمور إلى وضعها الصحيح بالاسترخاء والتأمل، والحمامات الدافئة، والجلوس مع العائلة، والخروج في الأماكن العامة.
    3. النظام الغذائي الصحي.
      دائماً ما تبدأ المشاكل من الطعام، وما نتناوله يومياً ينعكس بشكلٍ أو بآخر على صحتنا، لذلك يجب الابتعاد قدر الإمكان عن الكحول، والتدخين، والمخدرات والوجبات السريعة، والإكثار من الفواكه والخضروات والأطباق الطبيعية، وتنظيم الوجبات كماً ونوعاً.
    4. الأدوية المناسبة.
      يجب أن تناقش مع طبيبك الأدوية التي تناسب حالتك الصحية ولا تعتمد بشكل أو بآخر على الوصفات الجاهزة من الإنترنت، فلكل شخص حالته الخاصة والفريدة، ونوع العلاج يختلف على حسب العمر والجنس والحالة الصحية ومعدل قياس الضغط.
    5. قياس ضغط الدم باستمرار.

يجب التأكد من أن ضغطك تحت السيطرة، وذلك بقياس الضغط بشكل شبه يومي إن كان ذلك ممكناً، وإذا كان ضغطك لا ينحصر بين 90/60 و 130/80 فأنت تحتاج إلى رعاية طبية طارئة مع العلم أن المعدل الطبيعي لضغط الدم هو 120/80 ملم زئبق.

يجب على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم تناول أقل قدر ممكن من الأملاح والدهون المشبعة وتعد الأطعمة التالية مثالية:

  • الحبوب الكاملة (الأطعمة الغنية بالألياف والكربوهيدرات المعقدة).
  • الفواكه والخضروات.
  • البقوليات والمكسرات.
  • الأسماك الغنية بالأوميجا 3، الأسماك عموماً بدون جلد (مرتين في الأسبوع).
  • اللحوم الحمراء والدواجن بدون جلد.
  • الزيوت النباتية غير المهدرجة، مثل زيت الزيتون.
  • منتجات الألبان قليلة الدسم.

فيديو توضيحي ارتفاع ضغط الدم اسباب، اعراض وطرق علاج

وزن الجسم الزائد يمكن أن يسهم في ارتفاع ضغط الدم. عادةً ما يحدث انخفاض في ضغط الدم بعد فقدان الوزن، حيث لا يتعين على القلب العمل بجهد أكبر لضخ الدم في جميع أنحاء الجسم مع الوزن الزائد.

دكتورة ندى سمير هي دكتورة وكاتبة محتوى طبي متخصصة في مجال الطب العام. حازت على شهادة الطب من جامعة القاهرة، حيث حصلت على تعليم شامل في مختلف مجالات الطب، مما يمنحها نظرة شاملة وقدرة على تبسيط المعلومات الطبية للقراء. تتميز دكتورة ندى بأسلوبها السلس والواضح في الكتابة، مما يساعدها في تقديم محتوى طبي دقيق ومفيد للجمهور. تسعى دائمًا لمشاركة المعرفة الطبية من خلال مقالاتها، حيث تغطي مواضيع متنوعة تتعلق بالصحة العامة، الوقاية من الأمراض، والعلاجات المختلفة.

السابق
ظهور خط باهت في اختبار الحمل بعد ساعات
التالي
أعراض السكر المرتفع