الصداع النصفي المفلوجي هو نوع نادر وخطير من الصداع النصفي. تحاكي العديد من أعراضه الأعراض الشائعة للسكتة الدماغية. على سبيل المثال، يمكن أن يسبب ضعف شديد في العضلات لدرجة أنه يسبب شللا مؤقتا على أحد جانبي الجسم، والذي يسميه الأطباء الشلل النصفي.
عندما يُصاب الشخص بالصداع النصفي المفلوجي، يعاني من حالة مؤلمة ومزعجة للغاية، وعادة ما تكون مصحوبة بشلل في أحد الجانبين من الجسم، وهذا يشير إلى وجود خطورة محتملة للإصابة بالشلل النصفي والسكتة الدماغية. في الواقع، فإن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي المفلوجي يتعرضون لخطر أكبر للإصابة بالسكتة الدماغية من غيرهم. وفقًا للدراسات، فإن معظم الحالات الخطيرة تحدث في الجزء الخلفي من المخ، وتسمى السكتة الدماغية المتشابهة بالصداع النصفي. وللأسف، يُصاب العديد من الأشخاص بالصداع النصفي المفلوجي بحدوث السكتة الدماغية، والتي يمكن أن تؤدي إلى أضرار دائمة على المدى البعيد. ومن هنا، فإن التشخيص المبكر والعلاج الصحيح من الصداع النصفي المفلوجي مهم جدًا لتجنب الخطر الذي يشكله على الصحة العامة والجسم.
محتوي المقال
نظرة عامة
في بعض الأحيان (نادرا) يصاب الأشخاص بضعف عام في العضلات علي أحد جانبي الجسم، يشمل ذلك نصف الرأس والزراع والساق، مما قد يوحي للشخص بأنه أصيب بشلل نصفي. ولكن أنت مصاب بما يسمي الصداع النصفي المفلوجي أو مفلوج الصداع النصفي.
يمر الصداع النصفي (الشقيقة)، بعدة مراحل ولا يظهر بشكل مفاجئ، وقد يظهر علي أشكال مختلفة بأعراض متنوعة. حيث أن هناك 8 أنواع مختلفة من الصداع النصفي، تتدرج شدتها وخطورتها علي حسب الأعراض والمشاكل الصحية الأخري التي ترتبط بها.
أعراض وعلامات الصداع النصفي المفلوجي
في بعض الأحيان، قد تظهر علامات تحذيرية لهذا النوع من الصداع. قبل أن يبدأ، وتكون هذه الأعراض عبارة عن اضطرابات عصبية أو ما يطلق عليه “الهالة Aura”، وقد تشمل هذا الأعراض:
- رؤية خطوط متعرجة، أو بقع (نقاط) وامضة تشبه النجوم الصغيرة.
- الشعور وكأن العين تم تعرضت لفلاش كاميرا ساطع.
- الحساسية الشديدة للضوء والصوت والرائحة.
- صعوبات لغوية، مثل خلط الكلمات أو صعوبة في تذكر الكلمة
- صعوبة في التحدث مع ثقل في اللسان.
- إرتباك وقلق.
- الشعر بوخز في الزراع والساق.
وعادة ما تأتي الأورا “الهالة Aura” تدريجيا وتستمر أعراضها من نصف ساعة إلي عدة ساعات ثم تختفي ببطئ. ويمكن أيضا أن تكون أكثر حدة وتستمر لفترة أطول من الأعراض الأخرى للصداع.
وتشمل الأعراض الأخري للصداع النصفي المفلوجي:
- ألم شديد وخفقان علي جانب واحد من الرأس.
- الغثيان والقئ.
- الدوار والدوخة.
- ضعف أو شلل علي جانب كامل من الجسم، بم في ذلك عضلات الوجه والرقبة والكتف والزراع والساق.
- تنميل وخدر على جانب واحد من الجسم.
- فقدان التوازن.
يمكن أن تتراوح الأعراض الشبيهة بالسكتة الدماغية بين القلق والتوتر إلي الشلل المؤقت. وعلى عكس السكتة الدماغية فإنها تبدء تدريجيا وببطئ وتختفي سريعا خلال 24 ساعة وقد تستمر لعدة أيام.
ليس هناك نمط ثابت يمكن التنبؤ به للصداع النصفي المفلوجي، فقد تظهر عدة أعراض من الأعراض التي تم ذكرها، وقد يظهر الضعف أو الشلل المؤقت علي أحد جانبي الرأس دون الشعور بالصداع أو أي من الأعراض الأخري.
أسباب الصداع النصفي المفلوجي
يربط الباحثون الصداع النصفي المفلوجي بأربعة جينات موجودة في جسم الإنسان، وعندما يحدث طفرة أو زيادة في هذا الجينات فيكون الشخص معرضا للإصابة بهذا النوع من الصداع في أى وقت. وهذا الجينات الأربعة هي:
-
- CACNA1A
-
- ATP1A2
- SCN1A
- PRRT2
تؤدي العيوب أو الطفرات في أي من هذه الجينات إلى عدم قدرة الجسم على إنتاج نوع معين من البروتين. مما يؤدي إلي عدم قدرة الخلايا العصبية إرسال أو تلقي الإشارات العصبية. وأحد هذه الناقلات العصبية، هو السيروتونين.
يرث نصف الذين يعانون من الصداع النصفي المفلوجي هذه الجينات من آبائهم.
التشخيص والعلاج
يمكن أن تظهر الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي للرأس علامات حدوث جلطة أو سكتة دماغية. ولكن إختارات القلب والأوعية الدموية في الرقبة يمكن أن تستبعد الأعراض الناجمة عن جلطات في الدم.
إذا كان لدي أحد أفراد الأسرة أعراض مشابهة، فقد يرغب الطبيب في إجراء اختبارات جينية لهم. فالصداع النصفي المفلوجي ينتقل وراثيا وقد يظهر أيضا عند الأطفال.
يختلف الأطباء حول كيفية علاج الصداع النصفي المفلوجي. وقد يصف طبيبك أدوية لمنع الصداع وإيقاف الأعراض بمجرد أن تبدأ، ولتخفيف الأعراض سوف يناقش الطبيب أفضل الخيارات بالنسبة لك.
ختاما
من الواضح أن الصداع النصفي المفلوجي يعد حالة صحية خطيرة يجب على الأشخاص اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل معها. ويرتبط الصداع النصفي المفلوجي بخطر الإصابة بالشلل النصفي والسكتة الدماغية، مما يجعل من الضروري التشخيص المبكر والعلاج الصحيح للتخفيف من المخاطر الصحية الخطيرة. وينصح باتباع نمط حياة صحي وتفادي التعرض للعوامل المحفزة التي تزيد من خطر الصداع النصفي المفلوجي، وفي حالة حدوث الأعراض، فإنه من المهم التوجه إلى الطبيب المختص والحصول على العلاج الصحيح لخفض المخاطر وضمان صحة الجسم والعقل. بتحديد الأعراض والتشخيص المخصص والعلاج الصحيح، يمكن للأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي المفلوجي تقليل خطر الإصابة بالشلل النصفي والسكتة الدماغية وتحسين جودة حياتهم.